بقلم الاستاذ محسن العبيدي الصفار
استغرب السفير العربي لدى احدى الدول الاوروبية عندما استلم خطابا من الخارجية يفيد بتكريم احد مواطني بلده من العلماء على نظرياته المهمة في علم الفيزياء والتي نشرت في عدد من ارقى المجلات العلمية في العالم , وتعجب السفير ليس من كون احد مواطني بلده قد انجز كل هذا بل المشكلة انه لايعرفه ولم يسمع به في حياته ابدا ولايعرف كيف يبلغ هذا العالم المدعو سعيد وحيد فريد بأن لجنة الجوائز في ارقى اكاديميات ذلك البلد ستحضر لتسليمه الجائزة الى بلده . قرر السفير اخلاء مسؤوليته واحال الموضوع برمته الى وزارة الخارجية التي احتار موظفيها في هذا الامر ايضا وقرروا رفع القضية الى الوزير شخصيا للبت فيه الذي لم يكن هو الاخر اقل حيرة من موظفيه فقرر الاستعانة بزميله وزير الداخلية لمعرفة شخصية هذا العالم فاعتذر الاخير بأنه ما لم يكن لسعيد وحيد وحيد فريد نشاط سياسي او إجرامي فليس لدى وزارته اي معلومات عنه او عن شخصيته , اتصل وزير الخارجية بوزير التعليم العالي الذي رد عليه بعد البحث والتمحيص بأنه مالم يكن هذا الشخص من اصحاب النفوذ او اقرباء السيد الرئيس فليس لديه علم بشخصيته ولما استغرب وزير الخارجية هذا الرد وابلغ زميله بأن سعيد هذا قد نشرت له دراسات في ارقى مجلات العالم العلمية رد وزير التعليم بأن هذه المجلات لاتدخل الجامعات وفقط المجلات التي تحتوي مقالات عن السيد الرئيس هي التي يسمح بدخولها .
احتارت الحكومة كلها في شخص هذا العالم الذي يعرفه العالم ولايعرفه احد في بلده وقرروا رفع الامر الى فخامة الرئيس وابلاغه بالحرج الذي سيصيب البلد عندما تحضر اللجنة الاوروبية وتكتشف ان حكومة بلد العالم سعيد وحيد فريد لاتعرف من هو ولم تسمع به ,استدعى الرئيس مجلس الوزراء وخاطبهم قائلا:
- الا تفهمون خطورة الوضع هنا ؟ انا لايهمني سعيدا هذا سواء تم تكريمه ام اعدامه مايهمني ان هذه لجنة اوروبية ولو اكتشفت اننا لانعرف علمائنا فسيقطعون عنا المساعدات المالية لدعم الجامعات والتي نحتاجها بشدة لنصرفها على الاجهزة الامنية فما هي مقترحاتكم ؟
نهض وزير الداخلية وقال:
- اقترح فورا يافخامة الرئيس أن نسمى احدى الساحات الرئيسية في العاصمة على اسم سعيد وحيد فريد كي نريهم اننا نكرم العلماء ونجلهم ونقدرهم .
اوما الرئيس برأسه وقال:
- فكرة جيدة نفذها في الحال ولو اننا كان يجب ان نسمى سجنا على اسمه لان نصف العلماء موجودون في السجون .
وهنا نط وزير الدفاع قائلا :
- اقترح ان نمنحه رتبه جنرال !!كي نرفع من شأن مؤسستنا العسكرية العلمي ونفتخر بان صناعاتنا العسكرية تحتوي على نخبة العقول .
اومأ الرئيس قائلا :
- لابأس ليكن اسم الساحة (ساحة الجنرال سعيد وحيد فريد)
وهنا رفع وزير التعليم يده مثل التلاميذ وقال :
- دعنا يافخامة الرئيس نعطيه شهادة دكتوراه فخرية كي نسبق الجامعات الاوروبية بذلك,
وافق الرئيس وقال :
- والمانع؟ فنصف المسؤولين شهاداتهم فخرية والنصف الثاني مزورة والنصف الثالث!! اشتروها, ليكن الاسم ساحة الجنرال الدكتور سعيد وحيد فريد .
تدخل الامين للعام للحزب الحاكم وقال :
- يجب ان يضاف الى كوادر الحزب مثل هذه الشخصيات كي لايقال ان الحزب الحاكم كل اعضائه شبه اميين ولذلك اقترح منحه لقب الرفيق المناضل مع سجل حافل بالنضال طوال عشرات السنين من مسيرة الحزب الزاهرة .
وافق الرئيس وقال :
- ليكن اسم الساحة (ساحة الرفيق المناضل الجنرال الدكتور سعيد وحيد فريد ) !!!
اعترض وزير الاوقاف وقال :
- فخامة الرئيس كما تعرف فأن المعارضة تتهمنا بالعلمانية وعدم تشجيع المتدينين فاقترح على فخامتك منح هذا الشخص لقب فضيلة الشيخ كي نقول أن المتدينين في بلدنا يحظون بالتقدير اللازم .
وافق الرئيس وقال.
- ليكن الاسم ساحة فضيلة الشيخ الرفيق المناضل الجنرال الدكتور سعيد وحيد فريد.
انفض الاجتماع وتم ابلاغ السفير بان الدولة مستعدة لاستقبال وفد تكريم فضيلة الشيخ الرفيق المناضل الجنرال الدكتور سعيد وحيد فريد وستقام المراسم في الساحة التي سميت باسمه تكريما لعشرات السنوات من النضال الديني والعلمي والحزبي والبطولات العسكرية في الحروب .
وكم كانت صدمة السفير كبيرة عندما عرف بأن النابغة سعيد وحيد فريد ليس سوى فتى في العاشرة من عمره .
استغرب السفير العربي لدى احدى الدول الاوروبية عندما استلم خطابا من الخارجية يفيد بتكريم احد مواطني بلده من العلماء على نظرياته المهمة في علم الفيزياء والتي نشرت في عدد من ارقى المجلات العلمية في العالم , وتعجب السفير ليس من كون احد مواطني بلده قد انجز كل هذا بل المشكلة انه لايعرفه ولم يسمع به في حياته ابدا ولايعرف كيف يبلغ هذا العالم المدعو سعيد وحيد فريد بأن لجنة الجوائز في ارقى اكاديميات ذلك البلد ستحضر لتسليمه الجائزة الى بلده . قرر السفير اخلاء مسؤوليته واحال الموضوع برمته الى وزارة الخارجية التي احتار موظفيها في هذا الامر ايضا وقرروا رفع القضية الى الوزير شخصيا للبت فيه الذي لم يكن هو الاخر اقل حيرة من موظفيه فقرر الاستعانة بزميله وزير الداخلية لمعرفة شخصية هذا العالم فاعتذر الاخير بأنه ما لم يكن لسعيد وحيد وحيد فريد نشاط سياسي او إجرامي فليس لدى وزارته اي معلومات عنه او عن شخصيته , اتصل وزير الخارجية بوزير التعليم العالي الذي رد عليه بعد البحث والتمحيص بأنه مالم يكن هذا الشخص من اصحاب النفوذ او اقرباء السيد الرئيس فليس لديه علم بشخصيته ولما استغرب وزير الخارجية هذا الرد وابلغ زميله بأن سعيد هذا قد نشرت له دراسات في ارقى مجلات العالم العلمية رد وزير التعليم بأن هذه المجلات لاتدخل الجامعات وفقط المجلات التي تحتوي مقالات عن السيد الرئيس هي التي يسمح بدخولها .
احتارت الحكومة كلها في شخص هذا العالم الذي يعرفه العالم ولايعرفه احد في بلده وقرروا رفع الامر الى فخامة الرئيس وابلاغه بالحرج الذي سيصيب البلد عندما تحضر اللجنة الاوروبية وتكتشف ان حكومة بلد العالم سعيد وحيد فريد لاتعرف من هو ولم تسمع به ,استدعى الرئيس مجلس الوزراء وخاطبهم قائلا:
- الا تفهمون خطورة الوضع هنا ؟ انا لايهمني سعيدا هذا سواء تم تكريمه ام اعدامه مايهمني ان هذه لجنة اوروبية ولو اكتشفت اننا لانعرف علمائنا فسيقطعون عنا المساعدات المالية لدعم الجامعات والتي نحتاجها بشدة لنصرفها على الاجهزة الامنية فما هي مقترحاتكم ؟
نهض وزير الداخلية وقال:
- اقترح فورا يافخامة الرئيس أن نسمى احدى الساحات الرئيسية في العاصمة على اسم سعيد وحيد فريد كي نريهم اننا نكرم العلماء ونجلهم ونقدرهم .
اوما الرئيس برأسه وقال:
- فكرة جيدة نفذها في الحال ولو اننا كان يجب ان نسمى سجنا على اسمه لان نصف العلماء موجودون في السجون .
وهنا نط وزير الدفاع قائلا :
- اقترح ان نمنحه رتبه جنرال !!كي نرفع من شأن مؤسستنا العسكرية العلمي ونفتخر بان صناعاتنا العسكرية تحتوي على نخبة العقول .
اومأ الرئيس قائلا :
- لابأس ليكن اسم الساحة (ساحة الجنرال سعيد وحيد فريد)
وهنا رفع وزير التعليم يده مثل التلاميذ وقال :
- دعنا يافخامة الرئيس نعطيه شهادة دكتوراه فخرية كي نسبق الجامعات الاوروبية بذلك,
وافق الرئيس وقال :
- والمانع؟ فنصف المسؤولين شهاداتهم فخرية والنصف الثاني مزورة والنصف الثالث!! اشتروها, ليكن الاسم ساحة الجنرال الدكتور سعيد وحيد فريد .
تدخل الامين للعام للحزب الحاكم وقال :
- يجب ان يضاف الى كوادر الحزب مثل هذه الشخصيات كي لايقال ان الحزب الحاكم كل اعضائه شبه اميين ولذلك اقترح منحه لقب الرفيق المناضل مع سجل حافل بالنضال طوال عشرات السنين من مسيرة الحزب الزاهرة .
وافق الرئيس وقال :
- ليكن اسم الساحة (ساحة الرفيق المناضل الجنرال الدكتور سعيد وحيد فريد ) !!!
اعترض وزير الاوقاف وقال :
- فخامة الرئيس كما تعرف فأن المعارضة تتهمنا بالعلمانية وعدم تشجيع المتدينين فاقترح على فخامتك منح هذا الشخص لقب فضيلة الشيخ كي نقول أن المتدينين في بلدنا يحظون بالتقدير اللازم .
وافق الرئيس وقال.
- ليكن الاسم ساحة فضيلة الشيخ الرفيق المناضل الجنرال الدكتور سعيد وحيد فريد.
انفض الاجتماع وتم ابلاغ السفير بان الدولة مستعدة لاستقبال وفد تكريم فضيلة الشيخ الرفيق المناضل الجنرال الدكتور سعيد وحيد فريد وستقام المراسم في الساحة التي سميت باسمه تكريما لعشرات السنوات من النضال الديني والعلمي والحزبي والبطولات العسكرية في الحروب .
وكم كانت صدمة السفير كبيرة عندما عرف بأن النابغة سعيد وحيد فريد ليس سوى فتى في العاشرة من عمره .
No comments:
Post a Comment